كتب المحرر السياسي ل Almarsadonline
ما يدفع للسخرية معركة جديدة فرضت على اللبنانيين علاوة عن حروبهم المالية والاقتصادية والاجتماعية والحياتية، معاناتهم المعقدة مع منصة هيئة إدارة السير التي أنشئت وكأنها لإلهاء الناس عن مشاكلهم وشجونهم لتزيد التعقيد تعقيداً.
إدارة الموقع Almarsadonline، وبعد تلقي شكاوى عديدة من المواطنين شاءت التدخل والتحقق من الأمر، فتأكدت بنفسها كم هي معاناة المواطن الراغب في تسجيل سيارة أم فك رهن سيارة أم تحويل أخرى الى أنقاض.
بداية قمنا بانزال التطبيق على هاتف محمول، ومن هنا بدأت مسيرة العذاب لأخذ موعد على المنصة.
تواصلنا مع معقبي المعاملات فأبلغنا أن المنصة لا تفتح الا دقائق معدودة في اليوم الواحد، لكنها ايضاً لا تفتح كل يوم، وإنما ثلاثة أيام في الأسبوع : الثلاثاء والأربعاء والخميس…
سألنا في أي وقت يفتحونها، أجبنا عند العاشرة تماماً، َبدك تلحق حالك.
عقدنا العزم على الدخول أول من أمس عند العاشرة تماماً، وهناك بدأت الجلجلة الحقيقية : ” معك عشر دقائق وإلا تخسر الرهان” وكأنها مراهنة في خضم خوض ألعاب الميسر.
ما ان بلغت العاشرة حتى بدأنا رحلة الألف ميل وبدأت مسيرة القهر والعذاب، يأتيك الجواب : ” فشل المحاولة أقفلت المنصة اليوم….”
سألنا أحد المراجع فقال ” ضلّك كبّس وحاول….”
استمرينا في المحاولة والتكبيس وإذ بدا أن موقع إدارة السير إختنق، وضاق ذرعاً بمحاولات ” تكبيس المحاولين من المواطنين” وبات يتعذر الدخول إلى الموقع الى أن بلغت الساعة العاشرة وعشر دقائق….!
إنها حال سائر إدارات الدولة المترهلة المهترئة التي تلاشت، وقد أفهمنا أن العملية مقصودة، والإدارة نفسها لا ترغب بتمرير أكثر من أربعين معاملة في اليوم الواحد، ولذلك لا تفتح الباب لمزيد من المعاملات اليوم التي لو فتح باب إنجازها يومياً لدرت آلآف المليارات يومياً ولكن لأسف ثمة يد تعطل الإدارات والدوائر الرسمية مانعة العمل بشكل طبيعي منذ سنوات……
“ضلة كبّس” أياماً وليال، وأنت مواطن صالح تركض ليل نهار لتسديد ما عليك من رسوم باهظة ترهق كاهلك رغم تمنع الدولة عن تأدية أدنى واجباتك لك، ومع ذلك فهي تدفعك ثمن تخاذلها عرقاً ودماً على طرقات الموت، وتحرق أعصابك ” في التكبيس” على منصة فاشلة وإدارات معطلة عن قصد أسوة بسائر إدارات الدولة. هو قصاص كسائر الغرامات التي تفرض عند التأخير في تسديد ميكانيك وتسجيل مركبات لا ذنب لك فيه، ولاصق لم يتم تصنيعه أصلاً في سرقة العصر الموصوفة الممتدة لسنوات خلت، وقد بات أشبه بخوة وجزية كانت تفرضها الميليشيات في زمن الحرب : “نفذ وإلا نلاقيك ونحاسبك على طرقات الموت”…
إنها دولة ميليشيا القراصنة بلباس رسمي ومدعمة بقوانين “شرعية” واليوم “منصة” معطلة لحرق ما تبقى من أعصاب، وما عليك إلا بالوصفة السحرية ” التكبيس طوال الأسبوع ريثما يكون لك حظ كما يحص مع اللوتو، فتنعم بجائزة مقدارها إجازة مخملية بدفع ثمن لاصق غير موجود أصلاً ورسم مقابل تركيب إشارات سير غير متوفرة وسد حفر غير متوفر كلفة صيانتها ليصطادك شبح الموت في الأنفاق والطرقات وعلى المفارق….
ألصورة خير تعبير على معاناة المواطن اليومية لمنصة يستحيل الولوج إليها، ولربما تم عرقلة الدخول إليها بغية الإضطرار لدفع الخمسين دولار التي ضجت بها وسائل الإعلام لتمرير المعاملة خارج إطار المنصة…
وفهمكم كفاية!!