مذهِلٌ دهاء رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل. لديه حركة سياسية، تيَّارية، لا يجاريه أحدٌ في اللحاق بها، ينتقل من المحامية مي خريش، منظِّرة العلاقة مع «حزب الله»، إلى الدكتور ناجي حايك، منظِّر التناقض مع «حزب الله»، من دون أن يرف له جفن. يقاتل عنه وزير الدفاع آنذاك، الياس بو صعب، في واقعة قبرشمون، ثم لاحقاً في حربه مع قائد الجيش العماد جوزاف عون، ثم في انحيازه إلى وزير الدفاع الحالي العميد موريس سليم، فيُكافئه بإخراجه من «التيار»، وقد أكد بو صعب هذه الواقعة بعد زيارته للمطران الياس عودة أول من أمس، ويقدِّم عليه، أرثوذكسياً في المتن الشمالي، غسان خوري.
لا يرتاح إلى سيمون أبي رميا في جبيل، فتبدأ رياح المقعد النيابي تهب نحو المحامي وديع عقل. كثيرون آخرون يتحسسون رقابهم: من ابراهيم كنعان في المتن الشمالي، إلى آلان عون في المتن الجنوبي. وفي المقابل، يعوِّض باسيل عن إبعاد الأقربين بتقريب الأبعدين، وعملية الإبعاد من خلال تقريب الآخرين فيها شيء من «الحنكة الهندسية» وهو الموهوب في اختصاصه الهندسي:
تقرَّب من ميريام سكاف في ذروة نزاعها الصامت مع حليفه السابق ومستشار القصر على مدى ست سنوات، القاضي سليم جريصاتي. كرَّم نائب رئيس الحكومة، وزير الدفاع والداخلية السابق، الياس المر، في ذروة القطيعة مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، نائبي المتن الأرثوذكسيين بين بتغرين وضهور الشوير، فانحاز إلى بتغرين. لم يأبه لرجُلِه في وزارة الدفاع، العميد موريس سليم، استقبل الياس المر الذي لم يُبقِ «ستراً مغطَّى» على موريس سليم، والذي أشاد بقائد الجيش الذي يُكن له باسيل كل عداء. كرَّم أيضاً النائب وليم طوق، ليس لإغاظة النائبة ستريدا جعجع، بل لإغاظة رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية، وإنْ كان طوق يحاول التخفيف من لقائه باسيل مع شقيقته ميريام. يدخل إلى جزين من بوابة «رجُل الرئيس نبيه بري» ابراهيم عازار، علماً أنه دخل جزين في السابق لاقتلاع البيوتات السياسية، ومن أبرزها « بيت عازار».
من آل المر في المتن، على حساب الياس بو صعب، إلى آل سكاف في زحلة، على حساب سليم جريصاتي، ولاحقاً إلى المحامي وديع عقل على حساب النائب سيمون أبي رميا.