كتب المحامي لوسيان عون
الخبر الذي نشرته رويترز نقلاً عن مسؤول في حزب الله انه فوض رئيس البرلمان الرئيس نبيه بري للتفاوض نيابة عنه بشأن إنهاء أزمة شغور رئاسة الجمهورية نزل كالصاعقة عند البعض فيما أثلج صدور البعض الآخر.
فمن جهة اعتبرت بعض الجهات أن مسؤولية الرئيس بري تضاعفت اذ بات بحكم هذا التفويض – ان صح – يملك مفتاح الحل والربط بشأن الملف الرئاسي وان اي عرقلة بفتح باب المجلس وتسهيل عملية انتخاب رئيس للجمهورية لها تداعياتها بهذا الشأن، ولم يعد حزب الله يلام بالعرقلة وتعطيل عملية الانتخاب، الا ان فريقاً آخر بات يخشى من حل على حسابه وتخطيه في هذه المرحلة بعدما حاول في السابق وضع العصي في دواليب الحل والظهور بمظهر الشريك الذي لا بد من انتزاع موافقته على اختيار الاسم المناسب، ام المراهن على العرقلة لربما عادت وتوفرت حظوظه فيها.
لهذا يبدو أن الظروف الاقليمية والمحلية والحرب الدائرة مضافاً اليها الازمات الاجتماعية والمالية المتراكمة في الداخل تتقاطع وتستدعي الاسراع في اجتراح الحلحلة في انتخاب الرئيس، وربما غلب في الايام الاخيرة إجماع على اختيار رئيس لا يشكل تحدياً لأحد مع ما تشكل هذه الخلاصة من استبعاد نهائي لمرشحين باتوا فاقدي الأمل في الوصول إلى بعبدا، فينتقلوا الى لعب ادوار أخرى بينها محاولة لعب دور “صانعي الرؤساء”، لكن أمام الرئيس بري الفرصة الذهبية للكشف عن إسم تجمع عليه الاغلبية النيابية فلا ينقص سوى عقد الجلسة المنتظرة بعد عامين من الفراغ وانتخابه رئيساً…. يبقى ان يدوم التوافق ولا يصبح مصيره كباقي الرؤساء الذين وصلوا بإجماع كالهراوي ولحود وسليمان وعون، وخرجوا وسط انقسامات حادة واصطفافات وخروج من اجماع هش لم يدم طويلاً.