زيارة وزير خارجية ايران فراس عراقجي الى لبنان ولقائه الرئيسين ميقاتي وبري هدفت للبحث في اطر الوصول الى حلّ او اتفاق دبلوماسي يبعد عن لبنان اتون استمرار الحرب وأهوالها..وتأتي أهمية زيارة الدبلوماسي الايراني الى بيروت كونها جاءت بعد مشاركته في اجتماع دول الخليج وأيضًا عقب لقاء الرئيس الايراني مع أمير قطر ..ومع كثرة التحليلات والتأويلات المسبقة التي رافقت هذه الزيارة الى بيروت التي أوحت بأن المبعوث الايراني حمل الى المسؤولين اللبنانيين حلًّا متقدمًا يقوم على فصل المسارين اللبناني والفلسطيني.. هذه المعلومات التي لا بدّ ان يتكشّف مدى صحتها ودقتها خلال الساعات القليلة المقبلة ، الا ان ما أدلى به عراقجي عقب اجتماعه مع الرئيس بري في عين التينة ، بأن الهدف هو الوصول الى وقف الحرب في لبنان ، ومعه وقف اطلاق النار في غزة ، كان اشارة واضحة لارادة النظام الايراني بعدم فصل المسارين !…لكن المفاجأة الأكبر ، ما أكد عليه الوزير الايراني بأن ردّ بلاده على اسرائيل منذ يومين يقع في اطار حق الدفاع عن النفس و وفق مبادئ و مواثيق منظمة الأمم المتحدة بعد اعتداءات اسرائيل المتكررة على ايران .. ويضيف عراقجي بأن طهران لا تنوي التصعيد وتوسيع المواجهة مع الاسرائيليين !..هذا الكلام يعني بكل بساطة أن كل ما حُكي في السابق عن الأخذ بالثأر ، و ان الهجمات الايرانية هدفها الردّ على اغتيال أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله ومعه اسماعيل هنيّة ، لم يكن الا محاولة “ذر الرماد في العيون” ، و امتصاص غضب بيئة الحزب بعد حصول الفاجعة الكبيرة ، ليتبيّن لاحقًا ان الردّ وباعتراف المسؤولين الايرانيين هدفه المحافظة على هيبة الجمهورية الاسلامية وقوة نظامها ويأتي تحت مظلة وغطاء الأعراف والقوانين الدولية !..قلناها سابقًا ونكررها اليوم.. لا قيمة لأرواحنا و لدمائنا عندهم.. ف”اجتنبوهم” !..