سعد الحريري يعود إلى المشهد السياسي في الذكرى العشرين لاغتيال والده
بيروت – 14 فبراير 2025 | شهدت العاصمة اللبنانية بيروت حدثًا سياسيًا بارزًا اليوم، حيث تجمع الآلاف في بيت الوسط ومحيط ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري لإحياء الذكرى العشرين لاغتياله. إلا أن الحدث الأبرز كان عودة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري إلى الواجهة بعد غياب دام قرابة عامين، ما أثار تساؤلات حول مستقبل دوره في المشهد السياسي اللبناني.
عودة الحريري… هل تحمل رسالة سياسية؟
بعد إعلان اعتزاله العمل السياسي عام 2022 بسبب “الواقع السياسي المغلق”، عاد سعد الحريري إلى بيروت قبل أيام من ذكرى اغتيال والده، حيث عقد لقاءات مع شخصيات سياسية بارزة، وسط ترقب لكلمته التي ألقاها خلال المناسبة. وفي كلمته، أكد الحريري أن مشروع رفيق الحريري لم يكن يومًا مشروع سلطة، بل كان مشروع بناء الدولة والمؤسسات، مشددًا على التزامه بـ نهج الاعتدال السياسي.
ورغم أنه لم يعلن بشكل مباشر عن عودته الرسمية إلى الحياة السياسية أو نيته الترشح في الانتخابات المقبلة، إلا أن ظهوره وتصريحاته أعطت إشارات واضحة حول إمكانية إعادة ترتيب البيت الداخلي لتيار المستقبل، الذي شهد تراجعًا منذ انسحابه.
تفاصيل إحياء الذكرى العشرين
أقيمت المناسبة في بيت الوسط، بحضور شخصيات سياسية ودينية بارزة، بالإضافة إلى وفود شعبية من مختلف المناطق اللبنانية، مثل بيروت، صيدا، طرابلس، والبقاع، تعبيرًا عن الوفاء لمسيرة الرئيس الشهيد.
تضمنت الفعالية:
- زيارة ضريح رفيق الحريري في وسط بيروت وقراءة الفاتحة.
- كلمات مؤثرة استذكرت إنجازاته في إعادة إعمار لبنان بعد الحرب الأهلية.
- خطاب مقتضب لـ سعد الحريري، شدد فيه على أهمية التضامن الوطني والعيش المشترك.
وقال الحريري في كلمته:
“لن نتخلى عن لبنان، ولن نتخلى عن خط الاعتدال. لبنان يستحق أن يبقى وطنًا للعيش المشترك، لا ساحة للصراعات والانقسامات.”
مواقف سياسية بارزة حول عودة الحريري
تزامنت هذه المناسبة مع تحركات سياسية لافتة، حيث علّق عدد من السياسيين على ظهور الحريري مجددًا:
- تيمور جنبلاط (رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي): “الحريري يبقى عنصر توازن مهم في لبنان.”
- سمير جعجع (رئيس حزب القوات اللبنانية): “استعادة الدور السيادي للبنان ضرورة أساسية في المرحلة المقبلة.”
- بعض الأوساط السياسية اعتبرت أن ظهور الحريري يشير إلى احتمال وجود إعادة تموضع سياسي داخلي في ظل الأزمة الراهنة.
ماذا بعد؟
مع انتهاء فعاليات الذكرى العشرين، يظل التساؤل قائمًا: هل ستكون هذه العودة مجرد مناسبة رمزية، أم أنها بداية فعلية لاستعادة دوره السياسي؟
مصادر مقربة من الحريري تؤكد أنه يدرس خياراته بعناية، فيما يترقب الشارع اللبناني خطواته القادمة التي قد تعيد خلط الأوراق على الساحة السياسية.
في ظل الأزمات المتفاقمة في لبنان، تبرز الحاجة إلى قيادات قادرة على تقديم حلول جذرية، فهل يكون الحريري جزءًا من المشهد الجديد؟ الأيام القادمة ستكشف الكثير.