المجلس المذهبي نظّم معرضا ومسابقة للرسم في العرفان صوفر والحلبي: جادون في تخضير التعليم كمسار حياة تربوية وعملية

أقامت اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، وبرعاية وحضور وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال القاضي الدكتور عباس الحلبي، وبالتعاون مع مؤسسة العرفان التوحيدية وجمعية “الفكر الإبداعي”، مسابقة ومعرضا للرسم، بمشاركة عدد كبير من طلاب الجامعات والمعاهد والمدارس الرسمية والخاصة من مختلف المناطق.

فرج ‎

وسبق المعرض احتفال تكريمي للطلاب ولجنة التحكيم واستهُل بالنشيد الوطني، فتقديم من الشيخ كمال أبي المنى، ثم تحدث رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي مدير ثانوية العرفان- صوفر الشيخ عماد فرج وقال: “أهلاً بكم اهل الثقافة في صرح الثقافة والتوحيد، واحة علم واخلاق وتسبيح وتمجيد، اهلا بكم في رحاب جبل عنيد ترفرف فوق جباله رايات عز ومجد تليد، اهلا بكم في داركم دار الكمال والوليد، دار سماحة شيخ عقل، مفعم بالعلم شامخ كالارز، مدججاً بالعون من الله والتأييد، انها العرفان يا سادة، واحة علم واخلاق وحب الوطن بالتأييد، اهلاً بكم جئتم تفرحون بلبناننا الأخضر، بلوحات رسمها اطفالنا وشبابنا بشغفٍ واحساس، يمزجون الوان الحياة بألوان الربيع فيبرعون برسمهم وبراءتهم وبرعاتهم اجمل ابداعٍ وتلوين، فتخال نفسك وانت في غمار معرضهم انك في الفردوس، تتنفس من رحيق الزهور وتتنعم بأجمل الصور والافكار والابداع. واهلاً بكم فرداً فرداً، في بستان اطفالنا ابنائكم ابناء لبنان، اهلاً كبيراً وكثيراً بمعالي وزير التربية والتعليم العالي، الذي يعرف العرفان جيداً والعرفان تعرفه منذ خمسين عاماً وقف معاليه خطيباً على منبر العرفان الأم، وها هو اليوم في ربوعها يدعم الثقافة ويلبي دعوة اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي، فهو المثقف والاداريّ والقاضي بالعدل، وهو الوزير الصامد في وجه الصعاب يذللها ويتحداها ويقوى عليها، بحكمته وشجاعته ومرونته وحنكته، ادار وزارته السيادية بامتياز في اصعب الظروف واظلمها، فكان الحكيم في قرارته والعادل في احكامه والبصير في مصلحة الطلاب والمدارس والجامعات والخبير في اعلاء شأن الثقافة والتربية في كل لبنان، فله منا الدعم والتقدير والامتنان”.

أضاف: “وانتم يا جمهور الثقافة والفن الاصيل، جئتم لنصرة الذوق والابداع والرسم الجميل، فلكم من ريشة اطفالنا وطلابنا وجمال لوحاتهم اجمل الامنيات تقديراً لجهودكم في التربية والتعليم وتعبيراً عما يختلج في قلوبهم من محبة لكم ولكل معلم علمهم كيف يرسمون، ولكل والد علمهم كيف يسلكون طريق الخير لا طريق الجنون، ولكل ام علمتهم الحب والصفاء من قلب حنون، اهلاً بكم مدراء جامعات ومعاهد ومدارس، اهلاً بلجنة التحكيم ذوي الخبرة ثروة الوطن، ومعلمي ومعلمات الفنون وسائر المواد، اهلاً بكم معلمي التربية التوحيدية والتنشئة الوطنية السليمة، اهلاً بكم جميعاً تحاربون الجهل والانحراف والانحلال، وتحفظون شبابكم واطفالكم من شر ما يغزونا من فتك في الاخلاق وطعن لبراءة الاطفال وانتهاك لحقوق الانسان من صلف واذلال”.

وتابع: “من قلب هذا الحدث الفني الجامع نوجه تحية اكبار الى غزة الأبية، الشاهدة على الاجرام والبربرية، والناظرة الى انهيار القيم الانسانية، والتي نادى بها دعاة الديمقراطية فإذا بها تتحول قتلاً وتهجيراً وابادة جماعية، فيا له من عار على معظم الدول الغربية الدول المتفرجة على نحر الانسانية، اهلاً بكم في رحاب مؤسستنا العرفانية التوحيدية، فانتم تواكبون سلسلة نشاطاتنا في اللجنة الثقافية في مجلس طائفة الموحدين العروبية، وتشاهدون في هذا المعرض اكثر من الف لوحة ولوحة كلها تكتنز الفن والتاريخ والبيئة والتراث، انه صورة جلية عن لبنان الثقافة والتنوع والغنى في نسيجه”.

نبا ‎

ثم كانت كلمة لرئيس جمعية الفكر الإبداعي الشيخ صلاح نبأ، مشيرا الى “سعي الجمعية دائما إلى تجميع وتشجيع منتوجات اطفالنا من الفن الراقي، وعلى جميع الجمعيات القيام بالكثير من المجهود في سبيل إبقاء لبناننا أخضر، يرسمه اطفالنا بحسهم الواعي من أجل بيئة سليمة وحياة أفضل”.

روحانا ‎

بدوره تحدث باسم لجنة التحكيم رئيس ‎جمعية الفنانين اللبنانيين ميشال روحانا، وقال: “عندما كنت صغيرا كرمت في مدرستي، وهذا التكريم أوجد لدي حماسة كبيرة لإخوض غمار الفن. وما شاهدنا في هذا المعرض من ابداع لدى الأطفال والشباب، يدل على عمق أحلامهم ومحبتهم للبنان. وكان صعب علينا إختيار الفائزين الثلاثة الأول في كل حلقة، لأن هناك كما كبيرا من اللوحات الجميلة والتي تستأهل التنويه والتكريم. وقد يكون من أصحاب هذه اللوحات فنانون صغار مغمورين، ويجب علينا تشجيعهم، كما يجب تشجيع الأطفال على حمل الريشة والقلم لينصرفوا عن وسائل التواصل التي تأخذ ولا تعطي بل الفن والعلم والمطالعة تعطي الكثير وتساعد الأجيال على تحقيق أهدافهم وأحلامهم ، ولنا ملء الثقة بمستقبلهم الزاهر”.

الحلبي

‎وفي الختام كانت كلمة الرعاية للوزير الحلبي توجه خلالها للمنضمين بالقول: “لقد اخترتم لهذا المعرض ولهذه المسابقة عنوانا كبيرا هو : ” لبنان الأخضر ” . إنه عنوان كبير يمكن أن ينتج جدلية حول لبنان الجميل الأخضر وما بقي من اخضراره وجماله. لكنه يمكن ان يفتح المجال واسعا لمخيلة الطلاب المشاركين لكي يستعيدوا لبنان الأخضر من براثن السواد المحيط به، ولكي ينفض الغبار والإهمال ويعود إلى رونقه وتألقه، وهذا هو ما نتطلع إليه من هذا المعرض والمسابقة”.

أضاف: “تمتاز هذه المنطقة الجميلة من لبنان بالمحافظة على غاباتها وبجهد أبنائها الدؤوب لزرعها والعناية بها وحماية مصادر المياه فيها لكي تستمر للأجيال المقبلة. ولا أكشف سرا إذا قلت ان الزعيم الأستاذ وليد بك جنبلاط قد رأى الأخطار المحدقة بهذه البيئة منذ سنوات الحرب ، فخصص للغابات حراسا وعمم على جميع المعنيين والمواطنين توجيهات وتحذيرات حاسمة، فنجح مع المخلصين في حماية غابة أرز الباروك وكرس تعميم المحميات الطبيعية، واصبحت منطقتنا قبلة الزوار والسياح والمثقفين ومحبي الطبيعة. واليوم نلتقي حول هذا الموضوع الكبير لنلبي دعوة كريمة من اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز بالتعاون مع مؤسسة العرفان التوحيدية وجمعية الفكر الإبداعي في بلدتي العزيزة راس المتن من أجل رعاية المعرض والمسابقة التي تحمل عنوان لبنان الأخضر، والتي تشارك فيها جامعات وثانويات ومدارس ومعاهد فنية رسمية وخاصة، ويسرني أن يشرف على هذه المسابقة وعلى المعرض فنانون محترفون وأصحاب خبرة في المجال الإبداعي، الذين تتشكل منهم لجنة التحكيم التي سوف تقيّم أعمال المشاركين وتختار الأكثر إبداعا وبتكارا”.

وتابع: “إنني أغتنم هذه المناسبة الجميلة ، للإشارة إلى أننا في ورشة تطوير المناهج التربوية، نركز على الفنون الجميلة والإبداعية في بناء شخصية المتعلم وتوازن تكوينه العاطفي والإنفعالي ، ونرى في الرسم والنحت والموسيقى والرياضة والمسرح والفنون التشكيلية والإبداعية على انواعها ، سبيلا لاكتشاف المواهب وصقلها وإيصالها إلى ميادين الإحتراف، لتصبح مولّدة لفرص العمل الأكثر إقبالا وإنتاجا وتعبيرا عن غنى الشخصية اللبنانية التي تبنيها التربية والقيم. من هنا تكتسي هذه المسابقة وهذا المعرض أهميتهما ، وإننا نشد على أيدي المشاركين جميعا مهما كان مستوى مشاركاتهم ونهنىء المتفوقين المبتكرين ، ونوجه تحية محبة واحترام لسماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى ، وهو الشاعر والتربوي والمفكر والجامع للحكمة والثقافة والقلب الكبير،  ونحيي من خلاله اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الدرزي ورئيسها مدير ثانوية العرفان الشيخ عماد فرج ، على استضافة هذا الحفل والعمل على تنظيم المسابقة والمعرض . وأحيي أيضا رئيس جمعية الفكر الإبداعي في رأس المتن الشيخ الصديق صلاح نبا ، على إسهاماته الفكرية والثقافية والإبداعية في البلدة والمنطقة وخارجهما. وأشكر لجنة التحكيم المشجعة للمشاركات وللمواهب ، والتي تلعب دور ميزان الذهب في اختيار الأجود والأجمل”.

وختم الحلبي: “باختصار إنه موعد مع لبنان الأخضر الذي عشقناه ونتمسك به ولا نريد أن نخسر من اخضراره غصنا واحدا ، وقد ركزت مناهجنا على البعد البيئي وعلى المحافظة على البيئة، ونحن جادون في تخضير التعليم، ليس كمبادرة احتفالية فقط، بل كمسار حياة تربوية وعملية نعيشها ونرسخ مبادئها في نفوس الناشئة وعقولهم وسلوكياتهم. مبروك للمشاركين والناجحين والساهرين على لبنان ليبقى واحة خضراء على الرغم من كل الحرائق والمآسي. وشكرا لكل من تعب وبذل جهدا لإنجاح هذا المعرض وتكثيف المشاركات في المسابقة . وإلى المزيد من الإخضرار والحياة الجميلة”.

تكريم

‎بعد الاحتفال، وزعت الدروع التكريمية على الطلاب ممن اعتبروا ضمن الفئة الأولى وعددهم ١٧ طالبا وطالبة. كما تم تكريم لجنة التحكيم. ‎ثم قدم رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية ورئيس اللجنة الثقافية درعا تكريمية للوزير الحلبي. ‎ بعدها انتقل المحتفلون إلى صالة المعرض ، وجال عشرات الضيوف من مدراء مدارس ومعاهد وجامعات، وفنانين ومعلمي الفنون أرجاء الصالة، ‎وأثنوا جميعهم على مواهب الطلاب، ووزعت لاحقا شهادات المشاركة على المدارس ومعلمي الفنون والطلاب.